حكم قسمة المال بين الأولاد في الحياة وكيفيته بالسعودية

قسمة المال بين الأولاد في الحياة هو أمر محير بين البعض ممن ليس لديهم معلومات شرعية وقانونية تتعلق بآلية تقسيم التركات، وما تتضمنه من ظروف مختلفة

حيث اشارت أحكام الشريعة الإسلامية إلى حكم قسمة المال بين الأولاد في الحياة، واوضحت إلى شرعيته وقانونيته، ولكن يتم ذلك تحت توافر بعض من الشروط والأحكام الشرعية الواجبة

لذا سوف نلقي الضوء على حكم قسمة المال بين الأولاد في الحياة، وما هي الشروط المطلوبة.

حكم قسمة المال بين الأولاد في الحياة

قسمة المال بين الأولاد في الحياة

قسمة المال تعني تمييز حصة من المال للأبناء من الورثة، ويظل ذلك التقسيم مقيداً دون تنفيذ لحين وفاة صاحب التركة، وهذا شرعاً لا يجوز، بل يعتبر لاغي إذا تم فعلياً.

وفي هذه الحالة تعد وصية لهم بذلك، وهذا ايضاً لا يصح إلا في حالة الإجازة من قبل الورثة، وإما أن تعد ميراثاً، وذلك لا يصح ايضاً، لأن من شروط شرعية الميراث وفاة صاحبه.

أما إذا كان قسمة المال بين الأولاد تعني أنهم يملكون المال ويحوزونه في حياته، فلا باس بذلك، ولمن يشترط التسوية بينهم، وهو ما قد اختلف عنه العلماء.

هل يجوز ان يقوم الاب وفي حياته بتوزيع امواله على اولاده دون مساواة؟

يتساءل البعض حول هل يجوز أن يوزع صاحب التركة أمواله على أولاده من الورثة في حياته دون مساواة؟

يمكننا القول أن الأحكام الشرعية قد تكون معقدة للغاية ويصعب التعامل معها إلا من خلال المعرفة العلمية والشرعية، لذا نجيب عن ذلك بالآتي:

نعم يجوز لصاحب التركة أن يوزع ماله على أولاده والورقة المستحقين في حياته، ولكن يخضع ذلك إلى شرط عدم وقوع ضرر بأحدهم، وذلك من خلال منع أحدهم من الحصول على حقه من الميراث، أو يمنحهم زيادة عن حقهم بهدف وقوع الضرر بهم.

وفي تلك الحالة يعتبر توزيع التركة في حياة صاحبها هبه منه وليس ميراث، ويلزم في ذلك تطبيق المساواة والعدل بينهم، تيمنًا بقول الله سبحانه وتعالى: (اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا فِي أَوْلَادِكُمْ)

وعليه فالأب ملزم أن يطبق الشريعة الإسلامية في ذلك من خلال المساواة بين الإناث، وللذكر مثل حظ الأنثيين، إلا في حال تم القسمة والتفضيل بينهم بالتراضي من الورثة.

طريقة وشروط تقسيم المال بين الأولاد في الحياة

كما سبق وأن أشرنا حكم قسمة المال بين الأولاد في الحياة، وأوضحنا إنه لا يجوز توزيع المال بين الأولاد في الحياة إلا على سبيل الهبة وليس ميراث.

وفي هذه الحالة يوجد بعض الشروط والأحكام الشرعية المطلوبة، وهي:

  • أن يكون هذا التصرف من شخص جائز تصرفه، أي أنه ليس محجور عليه أو سفيه أو فاقد الأهلية.
  • أن يتم التوزيع بالعدل بين الأولاد دون مفارقة كما حددت الشريعة الإسلامية ونصوص القانون السعودي وكافة العلوم الشرعية.
  • أن يتم توزيع المال بين الأولاد في حياة صاحبه على أن يكون بصحته وليس على فراش الموت، أو كونه يعاني من مرض الموت، وإلا يعتبر ذلك وصية، والوصية لا تجوز لوارث كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا وصية لوارث.
  • أن يتم حصول على شخص من الأولاد على حصته من المال الموزع في حياة والدهم وبكامل صحته، أي أنه غير معلق على شرط وفاة صاحب المال، وإلا تعد وصية وهي لا تجوز كما أشرنا في الشرط السابق.

التعامل مع تقسيم التركة والميراث ومعرفة حكم قسمة المال بين الأولاد في الحياة يجب أن يتم من خلال التعامل مع محامي مواريث في الرياض خبير في علم الفرائض وكافة العلوم الشرعية.

مقالات متعلقة بمقالنا “قسمة المال بين الأولاد في الحياة”:

المحامية هبة
المحامية هبة

كاتبة محتوى قانونية احترافية في العديد من مواقع وشركات المحاماة ولدي بفضل الله أعمال كثيرة منشورة بالعديد من المجلات القانونية المحلية والدولية

المقالات: 48

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *